top of page
Writer's pictureHealthy Nutrition

التغذية و كوفيد-19

التغذية و كوفيد-19




يواصل فيروس كورونا انتشاره السريع في أرجاء متفرقة حول العالم، مع زيادة مهولة لنسب الإصابات بهذا الفيروس المستجّد التي قفزت إلى أكثر من 285 مليون إصابة مؤكدة و آلاف الوفيات يوميا، حسب منظمة الصحة العالمية.


وأمام هذا الوضع الخطير والمعقد للغاية يحاول الناس اتباع عدة طرق من أجل حماية أنفسهم من الفيروس، حيث يُقبل الكثير من الناس على اتباع حميات غذائية صحية و تناول فيتامينات اعتقاداً منهم أنها ستقوي جهاز مناعتهم وتمنحهم حماية إضافية.


ما هو فيروس كورونا؟

فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس).


ما هو مرض كوفيد-19؟

كوفيد-19 هو المرض الناجم عن فيروس كورونا المُستجد المُسمى فيروس كورونا-سارس- 2. وقد اكتشفت المنظمة هذا الفيروس المُستجد لأول مرة في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية. (3)


التغذية و الوقاية من كوفيد-19:

اكتشفت الدراسة الأولى من نوعها النظام الغذائي الذي يمكن أن يحمي من الإصابة بـ كوفيد-19 والمرض الشديد منه. ومما لا يثير الدهشة وجد الباحثون بقيادة كينغز كوليدج لندن أن الأطعمة الصحية كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بـكوفيد-19.


وقالوا إن اتباع نظام غذائي جيد يحسن صحة الأمعاء، والذي بدوره يمكن أن يعزز المناعة ويحمي من المرض. و وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا عالي الجودة كانوا أقل عرضة بنسبة 10% للإصابة بـ كوفيد-19 من أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الجودة، كما كانوا أقل عرضة بنسبة 40% للإصابة بأمراض خطيرة.


قال البروفيسور تيم سبيكتور، كبير العلماء في دراسة ZOE COVID وأستاذ علم الأوبئة الجينية في كينغز كوليدج لندن: "تتناغم هذه النتائج مع النتائج الأخيرة من دراستنا التاريخية PREDICT، والتي تُظهر أن الذين يتناولون وجبات غذائية عالية الجودة لديهم مجموعة أكثر صحة من الميكروبات في أمعائهم، والتي ترتبط بصحة أفضل". وأوضح: "لست مضطرا إلى أن تصبح نباتيا، ولكن الحصول على المزيد من النباتات المتنوعة في طبقك يعد طريقة رائعة لتعزيز صحة ميكروبيوم أمعائك، وتحسين مناعتك وصحتك العامة، ومن المحتمل أن تقلل من خطر الإصابة بكوفيد-19". (2)


بينما تركز الأبحاث الحالية على تطوير لقاح وعوامل علاجية فعالة، أكد العديد من العلماء أيضًا على أهمية تعزيز جهاز المناعة من خلال التدخلات الغذائية المختلفة. حيث هناك أدلة موجودة على دور التغذية الصحية في تقوية جهاز المناعة. لقد ثبت أن الفيتامينات A و B و C و D و E والعديد من العناصر الغذائية الدقيقة، مثل الحديد والزنك والسيلينيوم والمغنيسيوم والنحاس تدعم و تقوي جهاز المناعة وبالتالي يمكن لنقص هذه المغذيات الدقيقة أن تكون ضارة بوظيفة المناعة في حالات العدوى الفيروسية. (1)


فيتامين A :

في جائحة كوفيد-19 الحالي اقترح الباحثون تناول مكملات فيتامين A لتلبية الحاجة اليومية المطلوبة كخيار واعد لمكافحة كوفيد-19 في المرضى غير الحرجين.


فيتامين B:

ثبت أن نقص فيتامينات B يضعف المناعة حيث لها دور في تقوية جهاز المناعة لدى مرضى كوفيد-19.


فيتامين C:

تعد من الفيتامينات المضادة للاكسدة كما أن حمض الأسكوربيك يؤثر بشكل كبير على عمل الخلايا و ارسال الاشارات. أظهر فيتامين C القدرة على استعادة الضرر الناجم عن مشاكل الجهاز التنفسي. كما ثبت أنه يقلل من مدة وشدة نزلات البرد لدى البالغين والأطفال.


فيتامين D:

اوصى الباحثون بتناول فيتامين D 10000 وحدة دولية/ يوم لبضعة أسابيع ، تليها 5000 وحدة دولية / يوم حتى يصل تركيز مصل 25(OH)D إلى 100 إلى 150 نانومول/ لتر، كإجراء وقائي ضد كوفيد-19 بين الأشخاص المعرضين للخطر.


فيتامين E :

يعد فيتامين مضاد للأكسدة و لديه القدرة على حماية الخلايا ومكوناتها الوظيفية من الإصابة الناجمة عن إطلاق أنواع الأكسجين التفاعلية التي تحدث أثناء ردود الفعل المناعية لمسببات الأمراض الغازية في التهابات الجهاز التنفسي.


المعادن النادرة Trace minerals :

المعادن النادرة هي عنصر أساسي في النظام الغذائي. ثبت آثارها التنظيميةو الفعالة على وظائف المناعة، و عدم الحصول على الأكتفاء اليومي منها قد يضعف الوضع المناعي في الجسم. من المعادن النادرة و المهمة للمناعة الزنك والمغنيسيوم والحديد والنحاس والسيلينيوم والمنغنيز.


التغذية خلال العلاج من كوفيد-19: (4)

أن دعم التغذية مهم لجميع المرضى وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة مثل المرضى الذين يعانون من قصور أو فشل في الجهاز التنفسي بسبب كوفيد-19. و بحسب حالة المريض تحدد طريقة التغذية المناسبة سواء عن طريق الفم أو التغذية الأنبوبية أو التغذية الوريدية.


· تخطيط الوجبات الغذائية لمرضى العزل بغرف التنويم (لديهم أعراض صحية خفيفة):

أن المرضى الذين لديهم أعراض صحية خفيفة أو حاملي المرض في غرف العزل أو غيره يتم تخطيط الوجبات لهم مثل بقية أفراد المجتمع حسب العمر والنشاط البدني أو وجود أمراض أخرى تحتاج لحمية خاصة مع التركيز لتناول كمية كافية من الماء و الخضروات و الفواكه وتقليل تناول الأطعمة الغنية بالملح و الدهون المشبعة و السكريات البسيطة وممارسة النشاط البدني المناسب لحالته مع تطبيق الاجراءات الوقائية لسلامة و تداول الأغذية.


· تخطيط الوجبات الغذائية للحالات الحرجة

الرعاية التغذوية أو الدعم التغذوي هو تقديم الغذاء أو المغذيات عن طريق الأنبوب للمعدة أو الأمعاء وهوما يسمى بالتغذية الأنبوبية أو إدخال العناصر الغذائية للدم مباشرة وهو ما يعرف بالتغذية الوريدية للمرضى الذين لا يستطيعون تناول الطعام أو أخذ كفايتهم من الطعام عن طريق الجهاز الهضمي. والهدف هو علاج أو منع سوء التغذية.


· تخطيط الوجبات لمرضى العناية المركزة

احتياجات الطاقة (السعرات الحرارية):

يمكن تقييمها باستخدام قياس السعرات الحرارية غير المباشر كبدائل بواسطة معادلات التنبؤ أو الصيغ القائمة على الوزن. وحسب ما أوصت الجمعية الأوروبية للتغذية الأنبوبية و الوريدية لحساب السعرات لمرضىكوفيد-19 (أبريل 2020م) على النحو التالي:

1. 27 كيلو كالوري لكل 1 كيلوجرام من وزن الجسم فى اليوم للمرضى الذين يعانون من أمراض متعددة وتزيد أعمارهم عن 65 عاما

2. 30كيلو كالوري لكل 1 كيلوغرام من وزن الجسم فى اليوم للمرضى الذين يعانون من نقص حاد في الوزن و أمراض حرجة

و يمكن تعديل الحسابات بشكل فردي لتناسب الحالة الغذائية والنشاط البدني والحالة الصحية وتقبل المريض للرعاية التغذوية.

أوصت الجمعية الأمريكية للتغذية الأنبوبية والوريدية و جمعية العناية الطبية الحرجة في أبريل 2020م أن تبدأ التغذية بكمية سعرات حرارية قليلة بحوالي 15-20 سعرة حرارية في اليوم كما هو مذكور في التوصية الرابعة.

احتياجات البروتين:

يتم تقديره عادة باستخدام المعادلات التالية:

1. 1 غرام بروتين/ كيلو غرام من وزن الجسم / يوم لكبار السن. يجب تعديل الكمية حسب الحالة الغذائية و مستوى النيتروجين ومستوى النشاط البدني وحالة المرض ومدى تقبله للرعاية التغذوية. 2

2. اكثر من 1 غرام بروتين / كيلو غرام من وزن الجسم / يوم للمرضى المنوميين الذين يعانون من أمراض متعددة، قد تصل إلى 20 ٪ من إجمالي السعرات الحرارية من أجل منع فقدان وزن الجسم وتقليل خطر حدوث مضاعفات و منع إعادة التنويم بالمستشفى وتحسين النتائج الطبية.


احتياجات الدهون والنشويات:

يجب أن تكون كمية السعرات الحرارية من الدهون و النشويات بنسبة 70:30 للمرضى الذين يعانون من قصور في الجهاز التنفسي و كمية السعرات الحرارية من الدهون و النوشيات بنسبة 50:50 للمرضى الذين على جهاز التنفس الصناعي.


الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة:

أن كمية الفيتامنيات المعادن تعدل بشكل فردي حسب إحتياجات المريض. أوصت الجمعية الأمريكية للتغذية الأنبوية والوريدية و جمعية العناية الطبية الحرجة في أبريل 2020م التوصية الثالثة المرضى الذين يعانون من سوء التغذية يجب ضمان إعطائهم كميات كافية من الفيتامينات و المعادن. مستحضرات غذائية مركزة السعرات الحرارية للمرضى الذين يعانون من أمراض رئوية تؤدي إلى احتباس ثاني أكسيد الكربون مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو فشل الجهاز التنفسي حيث يجب تقليل كمية الماء. لذلك يفضل أن تقدم لهم مستحضرات غذائية خاصة بالامراض التنفسية عالية المحتوى من السعرات الحرارية وقليلة النشويات.


في زمن فايروس كورونا المخيف يحتاج جسم الإنسان أكثر من أي وقت مضى إلى تغذية صحية وغنية بالفيتامينات للوقاية من هذا المرض و حتى أثناء فترة العلاج. و بما ان فايروس كورونا هو مرض مناعي فهالهدف من التغذية ان ترفع من مناعة الجسم للوقاية و التصدي لهذه الحالة.


















المراجع


1. Saeed Akhtar, Jai K Das, Tariq Ismail, Muqeet Wahid, Wisha Saeed, Zulfiqar A Bhutta, Nutritional perspectives for the prevention and mitigation of COVID-19, Published: 15 July 2020

2. Vanessa Chalmers, Digital Health Reporter, FOOD FOR THOUGHT The Covid DIET revealed – first study finds the foods that protect against coronavirus, 13 Jul 2021








هناء شحادة ظاهر / أخصائية تغذية علاجية و طب بديل


1 view0 comments

Comments


bottom of page