في الوقت الحاضر تحظى الأطعمة الخالية من السكر بشعبية كبيرة بسبب محتواها الأقل من السعرات الحرارية.
أدت معدلات السمنة المتصاعدة ورسائل الصحة العامة للحد من الإفراط في تناول السكر إلى زيادة استهلاك المحليات الصناعية في مجموعة واسعة من المنتجات من حبوب الإفطار إلى الوجبات الخفيفة والمشروبات…
لذلك تستخدم صناعة المواد الغذائية العديد من المحليات الاصطناعية التي تحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية بدلاً من السكر عالي السعرات الحرارية. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام (aspartame),(acesulfame-k),(neotame), (cyclamate) , (alitame) .... للاستخدام وفقًا لقيمة المدخول اليومي المقبول (ADI) ومع ذلك ، فإن الارتباطات التي لوحظت في الدراسات المستقبلية طويلة الأجل تثير القلق من أن الاستهلاك المنتظم للمحليات الصناعية قد يساهم في الواقع في تطوير الاضطرابات الأيضية التي تؤدي إلى السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية
السكر الطبيعي مقارنة بالسكر الصناعي
على الرغم من أننا قد لا نستطيع - في بعض الأحيان - التفرقة بين السكر الطبيعي والصناعي (برغم أنهما في الحقيقة مختلفان تمامًا)، فإن أجسادنا تتفاعل مع كل منهما بطريقة مختلفة. إذ تستطيع أجسامنا أحيانًا استشعار الاختلافات الدقيقة بين أنواع السكر المختلفة، وتستجيب لكل منها بطريقة مختلفة. فتتسم المُحليات الصناعية بأنها مُركّزة للغاية، ويعني ذلك أنها قد تفوق تحلية نفس الكمية من السكر الطبيعي بمقدار يتراوح من 200 إلى 13000 مرة! إلَّا أن هذه المُحليات الصناعية، وإن كان مذاقها أحلى من السكر الحقيقي، فهي خالية تقريبًا من السعرات الحرارية. وقد وجد العلماء، من خلال بعض الدراسات، أن الأشخاص يفضلون طعم السكر الصناعي على السكر الطبيعي.
المخاوف الصحية المرتبطة ببدائل السكر
تشير بعض الأبحاث حول الاستخدام اليومي طويل الأمد للمُحليات الاصطناعية إلى وجود صلة بين زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والوفاة بشكل عام.
تدرس أبحاث أخرى الاستخدام طويل الأمد لبدائل السكر وعلاقة ذلك بالأمعاء. تركز أبحاث كثيرة على العلاقة بين الأمعاء والدماغ. ويدرس الباحثون ما إذا كانت بدائل السكر تؤثر على الرغبة الشديدة في تناول الحلوى، والطريقة التي يشعر بها الأشخاص بالجوع وكيف يتحكم الجسم في نسبة السكر في الدم.
يمكن أن تُسبب الكحوليات السكرية والستيفيا الإصابة بالانتفاخ والغازات والإسهال. وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر.
أي يمكن استخدام المُحليات الصناعية على المدى القصير لمساعدة بعض الأشخاص في تقليل استخدامهم من السكر وإنقاص الوزن أو التحكم فيه و قد تُساعد المُحليات الصناعية بعض الأشخاص في الاستمتاع بحلاوة المذاق دون تناول سعرات حرارية زائدة. وإذا استُخدمت المُحليات الصناعية باعتدال، فقد تكون جزءًا من النظام الغذائي الصحي فبدائل السكر آمنة للأصحاء بصفة عامة.
لكن انتبه إلى تأثير بدائل السكر على اختياراتك للأطعمة والمشروبات. فقد تؤدي هذه المكونات إلى اعتياد براعم التذوق على المُحليات. وقد يجعل ذلك شرب كمية كافية من المياه أمرًا صعبًا.
أمثلة على المحليات الصناعية :
· "الأسبارتام" (Aspartame)
أكثر حلاوة بحوالي 200 مرة من سكر المائدة، ويوجد في مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات، مثل االبن والعلكة الخالية من السكر ووالمشروبات الغازية الدايت وأيضاً يستخدم في العقاقير مثل المكملات الغذائية ومن المهم تجنب هذا المحلى من قبل الأشخاص الذين يعانون من "بيلة الفينيل كيتون" (Phenylketonuria PKU)، وهو اضطراب وراثي نادر.
· "أسيسولفام البوتاسيوم" (Acesulfame potassium)
يستخدم أسيسولفام البوتاسيوم بشكل عام في تركيبة مع المحليات غير الغذائية الأخرى ويوجد بشكل متكرر في المشروبات الغازية الخالية من السكر.
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 1988 كمُحلٍ لبعض الأغذية، وسُمح به عام 2002 كمحلٍ للأغراض العامة باستثناء اللحوم والدواجن ويتحمل أسيسولفام البوتاسيوم درجة الحرارة المرتفعة ولذلك يصلح للطبخ والخبز.
· "نيوتام" (Neotame)
يستخدم نيوتام أيضا في الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، ولكن بدرجة أقل من المحليات الأخرى
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2002 كمحل للأغراض العامة باستثناء اللحوم والدواجن، وهو لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان.
· "السكرين" (Saccharin)
هو أقدم محلٍ صناعي في السوق. تم اكتشافه في أواخر القرن الـ19.
· "السكرالوز" (Sucralose)
هو متعدد الاستخدامات يمكن استعماله بديلا للسكر في الطهي والخبز، أو استخدامه مع السكر في الوصفات.
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية 1999 كمُحلٍ للأغراض العامة، ويوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، مثل المخبوزات والحلويات الأخرى والفواكه المعلبة ومنتجات الألبان والعصائر. يمكن أيضا استخدام السكرالوز محليا على الطاولة.
· "ستيفيا" (Stevia)
يتم استخراج ستيفيا من أوراق نبات ستيفيا في أميركا الجنوبية
ويستخدم الستيفيا في مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الشاي والعصائر، وكذلك يستخدم محليا على الطاولة. وغالبا ما يتم مزجه مع محل آخر غير مغذي لتقليل المرارة.
المحليات الصناعية ودرجة تحليتها مقارنة بالسكر الأبيض
المراجع :
1. [ADA] American Dietetic Association, (2004) Position of the American Dietetic Association: use of nutritive and nonnutritive sweeteners. J Am Diet Assoc 104:255–275
2. Arnold E C, Silady P J (1997) Use of D-allose as an immunosuppressive agent. Patentgenious US Patent 5620960. http://www.patentgenius.com/patent/5620960.html. Accessed 5 March 2010
3. Know your limit for added sugars. Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/healthyweight/healthy_eating/sugar.html. Accessed Nov. 14, 2022.
4. Nutrition for life: Sugar substitutes. American Diabetes Association. https://professional.diabetes.org/sites/professional.diabetes.org/files/pel/source/sugar_substitutes.pdf. Accessed Nov. 11, 2022
5. Artificial sweeteners and cancer. National Cancer Institute. https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/diet/artificial-sweeteners-fact-sheet. Accessed Nov. 14, 2022.
6. Yang, Q. (2010). Gain weight by “going diet?” Artificial sweeteners and the neurobiology of sugar cravings: Neuroscience 2010. Yale J. Biol. Med. 83:101–8. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2892765/#!po=59.3750
7. Swithers, S. E., and Davidson, T. L. 2008. A role for sweet taste: calorie predictive relations in energy regulation by rats. Behav. Neurosci. 122:161–73. doi: 10.1037/0735-7044.122.1.161
8. Haase, L., Cerf-Ducastel, B., and Murphy, C. 2009. Cortical activation in response to pure taste stimuli during the physiological states of hunger and satiety. Neuroimage 44:1008–21. doi: 10.1016/j.neuroimage.2008.09.044
اعداد: نور بلال صالح أبو صالح
Comments