top of page
Writer's pictureHealthy Nutrition

تغذية مرضى السرطان



إن الهدف الاساسي من التغذية بصفة عامة هو إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة و تزويده بالطاقة للقيام بالأنشطة اليومية. عند الإصابة بمرض السرطان يصبح دور الغذاء أهم لتمكين الجسم من الصمود أمام التأثيرات المباشرة للمرض و أمام الآثار الجانبية للعلاج، حيث إن سوء التغذية أثناء علاج السرطان يمكن أن يتسبب في مضاعفات سلبية قد تعطل حسن سير العلاج.


ما هو السرطان؟

الجسم بطبيعته دائماً في عملية انتاج خلايا جديدة بشكل منظم لتحقيق عملية النمو وتجديد الخلايا لكن في بعض الأحيان تخرج بعض الخلايا عن النظام الحيوي للجسم وتنتج خلايا جديدة بشكل عشوائي دون التقيد بنظام الجسم. لا يتمكن جهاز المناعة من محاربة هذه الخلايا كونه لا يستطيع التميز بينها وبين خلايا الجسم السليمة، وهذه الخلايا هي ما تسمى الخلايا السرطانية، عادة ما يتسبب بهذه الخلل طفرة جينية تحدث لأسباب عديدة مثل الوراثة أو نمط الحياة غير الصحي وأسباب أخرى غير معروفة.

السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص في عام 2020. (3)


النظام الغذائي له تأثير على صحة الجسم سلباً أو إيجاباً، هناك أطعمة تعتبر دواء لما لها فوائد على أعضاء الجسم وأجهزته من حيث الحفاظ على نموها ومدها بالطاقة اللازمة لتأدية وظائفها، ومن جهة اخرى هناك أطعمة غير صحية قد تسبب العديد من المشاكل مثل زيادة الوزن أو زيادة نسب المواد الضارة والسامة في الجسم، ويمكن الوقاية من أعراض ومخاطر السرطان عن طريق اتباع نظام غذائي صحي يشمل عدة نصائح منها: (1- 2- 5- 6)

· تناول نظام غذائي غني بالخضراوات و الفواكه و الحبوب الكاملة: فهذه الأغذية تحتوي على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من بروتين نباتي وفيتامينات وألياف ونسبة قليلة من الدهون والكوليسترول وخاصة الخضراوات غير النشوية، وهذا النظام الغذائي من شأنه الحفاظ على وزن صحي وتقليل احتمالية الإصابة بالسرطان من جهة أخرى.

· الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة: الغنية بالدهون والنشويات والسكريات والسعرات الحرارية غير الصحية و قد تسبب زيادة في الوزن ونسبة المواد الضارة للجسم دون مده بالعناصر الغذائية الضرورية، بالإضافة لاحتواء بعض هذه الأطعمة على مواد صناعية حافظة و هذه الأشياء تمثل بيئة مناسبة للإصابة بالسرطان وتضعف مناعة الجسم في مقاومته.

· الحد من استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة: مثل لحم البقر والغنم والماعز أو اللحوم المثلجة والمعلبة والمدخنة و يفضل الاعتماد على الدواجن والاسماك والبقوليات والبيض للحصول على البروتين الحيواني.

· الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر: مثل العصائر والمشروبات الغازية وحتى الشاي والقهوة، أو الأطعمة مثل الحلويات والبسكويت والمثلجات، فهذه الأغذية من شأنها زيادة الوزن ونسبة السكر والدهون في الجسم ما يعد بيئة مناسبة للسرطان، وبدلاً من ذلك يمكن الاعتماد على عصائر الفواكه الطبيعية.

· عدم الاعتماد على المكملات الغذائية: يفضل الحصول على العناصر الغذائية الكاملة من الطعام الطبيعي وعدم الاعتماد على المكملات الغذائية خاصة إذا لم يكن يوجد ضرورة لاستخدامها.

· الحصول على كمية كافية من فيتامين D: قد يساعد فيتامين D في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والبروستات.

بالاضافة الى انه وجد اهمية للاعشاب للوقاية من السرطان:

· بذر الكتان: غني بأحماض أوميغا3 التي لها دور في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

· الثوم: يمنع تنشيط المواد المسببة للسرطان في الجسم، والحد من انتشار الخلايا السرطانية، يعتبر مضاد طبيعي للجراثيم.

· الزنجبيل: مضاد للالتهابات والأورام، إضافته للنظام الغذائي يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان وتفشي الخلايا المسرطنة.

· الشاي الأخضر: مضاد ممتاز للأكسدة وهو يحتوي على مادة البوليفينول المضادة للأكسدة والالتهابات وبالتالي محاربة الخلايا السرطانية، بالإضافة لأنه مفيد في نقص الوزن واستبعاد بعض أنواع السرطان.

· الكركم: يحتوي على عنصر الكركمين الذي له خصائص تقتل الخلايا السرطانية وتمنع تكاثرها وتبطئ الورم الناتج عنها، وخاصة سرطان القولون والثدي والبروستات والجلد.

· السيلينيوم: نوع من المعادن الغذائية المضادة للأكسدة ويزيل الجذور الحرة من الجسم التي هي عبارة عن جزيئات غير مستقرة تهاجم خلايا الجسم وتتسبب بالسرطان، يفيد السيلينيوم في الحماية من سرطان المريء والقولون والرئة والكبد ونحصل عليه من المكملات الغذائية أو بعض الأطعمة مثل الحبوب والمكسرات.

· فيتامين E: يعمل كمضاد للأكسدة ما يساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة، ولذلك يعتبر عنصر هام في مكافحة السرطان، ويمكن الحصول عليه من اللوز والأفوكادو والبروكلي والفاصولياء والسبانخ وزيت الزيتون.

تغذية مرضى السرطان: (7)

تعتبر التغذية الجيدة مهمة بشكل خاص لمرضى السرطان لأن المرض وعلاجاته يمكن أن يغير طريقة تناول للطعام و طريقة تحمل الجسم لأطعمة معينة واستخدامه للعناصر الغذائية. أثناء علاج السرطان قد يحتاج المريض إلى تغيير نظامه الغذائي للمساعدة في تعزيز قوته ومقاومة آثار السرطان وعلاجه.

أهمية التغذية لمرضى السرطان:

ü شفاء الجروح و اعادة بناء الانسجة المتضررة

ü تعزيز المناعة للجسم و المساعدة في محاربة الالتهابات

ü التقليل من احتمالية عودة السرطان او انتشاره

ü التحكم في الاعراض الجانبية

ü الحفاظ على طاقة الجسم و الوزن


البروتين protein : يحتاج المصابون بالسرطان إلى بروتين أكثر من المعتاد بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لشفاء الأنسجة والمساعدة في مكافحة العدوى. تشمل المصادر الجيدة للبروتين الأسماك، الدواجن، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، البيض ومنتجات الألبان قليلة الدسم، المكسرات والفاصوليا المجففة والبازلاء والعدس وأطعمة الصويا.


الدهون fat : تعمل الدهون والزيوت كمصدر غني للطاقة للجسم. يفكك الجسم الدهون ويستخدمها لتخزين الطاقة وعزل أنسجة الجسم ونقل بعض أنواع الفيتامينات عبر الدم. يفضل اختيار الدهون الأحادية غير مشبعةmonounsaturated fat (زيت الزيتون والكانولا والفول السوداني) والدهون المتعددة غير المشبعةfat polyunsaturated (زيوت عباد الشمس والذرة والكتان والمأكولات البحرية) أكثر من الدهون المشبعة saturated fat (توجد في اللحوم والدواجن والحليب كامل الدسم أو قليل الدسم والجبن والزبدة بالاضافة الى الزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند وزيت نواة النخيل وزيت النخيل) يمكن للدهون المشبعة أن ترفع نسبة الكوليسترول وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، يجب تناول أقل من 10٪ من السعرات الحرارية من الدهون المشبعة. أو الدهون المتحولة trans fat(المتواجدة في الأطعمة الخفيفة والمخبوزات المصنوعة من الزيت النباتي المهدرج جزئيًا أو السمن النباتي) التي ترفع الكوليسترول الضار وتخفض الكوليسترول الجيد فيفضل تجنب الدهون المتحولة.


النشويات carbohydrates : المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها للنشاط البدني ووظائف الأعضاء المناسبة. تتوفر أفضل مصادر الكربوهيدرات في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. تشمل المصادر الأخرى للكربوهيدرات الخبز والبطاطس والأرز والمعكرونة والحبوب والذرة والبازلاء والفول. يمكن أن توفر الحلويات (الحلوى و الكيك والمشروبات التي تحتوي على السكر) النشويات ولكنها توفر القليل جدًا من الفيتامينات أو المعادن أو المغذيات النباتية.


الماء : water تحتاج جميع خلايا الجسم إلى الماء. إذا كان المريض لايتناول ما يكفي من السوائل أو إذا فقد السوائل من خلال القيء أو الإسهال فقد يصاب بالجفاف. إذا حدث هذا ، فإن السوائل والمعادن التي تساعد في الحفاظ على عمل الجسم يمكن أن تصبح غير متوازنة بشكل خطير. المصدر الرئيسي للماء هو الماء و يجب تناول ما لا يقل عن 8 اكواب في اليوم و يمكن الحصول على الماء من الأطعمة المتناولة او العصائر و الشوربات.


الفيتامينات و المعادن: vitamins and minerals يحتاج الجسم إلى الفيتامينات والمعادن لمساعدته على العمل بشكل صحيح. يوجد بشكل طبيعي في الأطعمة و لكن قد يكون من الصعب تناول نظام غذائي متوازن أثناء العلاج خاصة إذا كانت هناك آثار جانبية للعلاج فقد يقترح الطبيب تناول مكمل غذائي متعدد الفيتامينات والمعادن لتقوية جهاز المناعة أو لتدمير الخلايا السرطانية. لكن بعض هذه المواد يمكن أن تكون ضارة خاصة عند تناولها بجرعات كبيرة اذ تقلل فعالية العلاج الكيميائي وا الإشعاعي.


مضادات الأكسدة antioxidants : تشمل مضادات الأكسدة الفيتامينات A و C و E ؛ السيلينيوم والزنك. وبعض الإنزيمات التي تمتص الجذور الحرة وتلتصق بها (الجزيئات المدمرة) مما يمنعها من مهاجمة الخلايا الطبيعية. تتواجد مضادات الأكسدة في مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والتي تعد مصادر جيدة لمضادات الأكسدة.


المغذيات النباتية phytonutrients : أو المواد الكيميائية النباتية هي مركبات نباتية مثل الكاروتينات والليكوبين والريسفيراترول والفيتوسترولسال مفيدة للصحة. توجد في الفاكهة والخضروات أو أشياء مصنوعة من النباتات مثل التوفو.


الاعشاب herbs : تستخدم الأعشاب لعلاج الأمراض منذ مئات السنين وكانت النتائج متباينة. توجد الأعشاب في العديد من المنتجات مثل الحبوب والمستخلصات السائلة والشاي والمراهم. العديد من هذه المنتجات غير ضارة وآمنة للاستخدام لكن البعض الآخر يمكن أن يسبب آثارًا جانبية ضارة. قد يتدخل البعض حتى في علاجات السرطان المثبتة والتعافي من الجراحة.


التغذية و الاثار الجانبية للعلاج: (4)

بعض النصائح للتخفيف من الاثار الجانبية للعلاج:

· تناول وجبات صغيرة من الطعام موزعة على طول اليوم وكل ساعتين (6-8 وجبات يوميا) بدلا من ثلاث وجبات رئيسية، فهذا سيساعد في مواجهة الغثيان وفقدان الشهية.

· التركيز على الاغذية الطرية واللينة وسهلة الهضم في حال وجود تقرحات في الفم وعدم قدرة على مضغ الطعام.

· شرب السوائل لمنع الجفاف بما في ذلك الشوربات والعصائر والمشروبات المختلفة مثل الشاي أو الزنجبيل أو عصير الرمان للتخفيف من الشعور بالغثيان بالامكان اضافة بعض الاغذية والمذاقات والروائح المختلفة كالاغذية الحمضية والنعناع أو الزنجبيل وغيره من التوابل والاعشاب.

· يفضل ان لا يتم شرب السوائل مع الوجبات لمنع الشعور بالشبع والتخمة عند تناولها مع الوجبات و لمنع حدوث غثيان.

· لحل مشكلة فقدان الشهية يمكن تدسيم الاكل لزيادة سعراته الحرارية عن طريق اضافة زيت الزيتون الى السلطات أو استخدام صلصات غنية بالكريمة او اضافة الحليب أو النشا الى الشوربات أو تناول الافوكادو والمكسرات ضمن الوجبات.

· تناول الطعام في الاجواء المحببة مثلا كتناول الطعام مع الاصدقاء او العائلة فهذا سيشجع أكثر على تناول الطعام.

· في حالة الاصابة بالاسهال يجب تجنب الاغذية العالية بالدهون والمقالي و المشروبات والاغذية العالية بالكافيين.

· تجنب الاطعمة ذات الروائح القوية التي قد تسبب الغثيان

· في حالة جفاف الفم وصعوبة البلع يفضل تجنب الاغذية التي قد تلصق بسقف الحلق بل يفضل استبدالها بالاغذية الرطبة التي تحتوي كمية عالية من السوائل والمضاف اليها الكريمة أو المرقة ويفضل تجنب الاغذية الحارة. كما يمكن مضغ مكعبات الثلج او مصها أو تناول الايس كريم او الحمضيات وعصائرها كالليمون التي تعزز افراز اللعاب وحاسة الذوق.

· في حالة الشعور بطعم معدني ومرارة في الفم فينصح باستبدال ادوات الطعام المعدنية باخرى بلاستيكية أو ورقية.

· تزيين الاطباق ومراعاة المظهر الجذاب والذي قد يكون له دور كبير في فتح الشهية.


سلامة الطعام أثناء الإصابة بالسرطان: (8)

عندما يكون الجهاز المناعي للمريض ضعيفًا بسبب السرطان والعلاج، فإن الجسم تكون لديه دفاعات أضعف ضد البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات التي قد تتواجد في الطعام. قد تتسبب الجراثيم الموجودة في الطعام والمرطبات أحيانًا أفي الإصابة بمرض أو عدوى في القناة المعدية المعوية (GI) يُسمى هذا النوع من المرض مرضًا ناتجًا عن الطعام أو التسمم الغذائي.

سبل الحفاظ على سلامة الطعام لمرضى السرطان:

· التعامل مع الطعام بشكل سليم (غسل اليدين - الحفاظ على درجة حرارة الطعام بشكل ملائم - غسل الفواكه و الخضار - غسل المعلبات - عدم تناول اطعمة لها رائحة او لون غريب)

· تجنب انتقال التلوث (المحافظة على نظافة الأدوات وأماكن التحضير وألواح التقطيع – الحرص على الفصل بين الأطعمة عند التسوق و في التخزين في الثلاجة)

· طهي الطعام جيدًا.

· التسوّق بذكاء (الانتباه للتواريخ – تجنب المعلبات المنفوخة او التالفه – تجنب البيض المشقق – تجنب ان تذوب الاطعمة المجمدة او المبردة ان تتعرض لحرارة عالية)

· اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند تناول الطعام في الخارج (تجنب الاطعمة النية مثل السوشي – تجنب الاطعمة الطازجة مثل الفواكه او الخضار قد لا تكون مغسولة جيدا – تأكد من نظافة المطعم)



يحتاج مريض السرطان الى نظام غذائي خاص ليتمكن من محاربة الخلايا السرطانية و تقليل مدة الشفاء و مواجهة المرض و العلاج الكيميائي و الاشعاعي بجسم قوي.



المراجع

1) Alex Snyder's article “Anti-Cancer Supplements” Posted in healthline.com, revised 7/9/2020. https://www.healthline.com/health/anti-cancer-supplements

2) Diane Mapes' article “Top 10 Tips to Prevent Cancer Risk”, published in fredhutch.org, revised 7/9/2020. https://www.fredhutch.org/en/news/center-news/2018/05/10-tips-cancer-prevention-report.html

3) Ferlay J, Ervik M, Lam F, Colombet M, Mery L, Piñeros M, et al. Global Cancer Observatory: Cancer Today. Lyon: International Agency for Research on Cancer; 2020 (https://gco.iarc.fr/today, accessed February 2021).

4) Sh. Malki , “Feeding cancer patients and chemotherapy” published 2, Feb., 2015

5) The WHO article “Cancer”, published in who.int last revised 7/9/2020 https://www.who.int/health-topics/cancer#tab=tab_2

6) The article “Cancer Prevention”, published in rogelcancercenter.org, revised on 7/9/2020. https://www.rogelcancercenter.org/cancer-prevention








هناء شحادة ظاهر / أخصائية تغذية علاجية و طب بديل


0 views0 comments

コメント


bottom of page