
مقدمة
شيخوخة العضلات هي انخفاض في كتلة العضلات الهيكلية وقوتها، وتُعد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مما يؤثر على جودة الحياة. يُقدر انتشارها بين كبار السن بنسبة 29%. فما هي شيخوخة العضلات؟ وكيف يمكن حمايتهم من تأثيرها؟
تعريف شيخوخة العضلات (Sarcopenia)
يعتبر مصطلح شيخوخة العضلات من المصطلحات الحديثة في مجال التغذية، وقد استُخدم لأول مرة لوصف انخفاض كتلة العضلات فقط، وتم تداوله بهذا المفهوم على نطاق واسع.
اقترحت مجموعة العمل الأوروبية المعنية بفقدان العضلات لدى كبار السن (EWGSOP) تعريفًا أوليًا للمرض على أنه انخفاض في كتلة العضلات، ولكن هذا التعريف كان جزئيًا ولم يعكس وظيفة العضلات. تم تحديث هذا التعريف في عام 2019 ليصبح (EWGSOP2) ، وهو التعريف الأكثر استخدامًا حاليًا، حيث أيدته مجموعة العمل الآسيوية المعنية بضمور العضلات وأقرته مجموعة من الجمعيات العلمية الدولية.
كما تم الاعتراف رسميًا بشيخوخة العضلات كمرض عضلي في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10: M62 [84]).
مرض شيخوخة العضلات
يعد مرض شيخوخة العضلات اضطرابًا شائعًا في العضلات الهيكلية، حيث يتمثل في فقدان كتلة العضلات وضعف وظيفتها. رغم أنه أكثر شيوعًا بين كبار السن، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا في منتصف العمر، ويؤدي إلى زيادة خطر السقوط، الحاجة إلى المكوث في المستشفى، وحتى الوفاة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
يرتبط مرض شيخوخة العضلات بشكل رئيسي بالتقدم في العمر، حيث تنخفض كتلة العضلات بنسبة 6% لكل عقد بعد منتصف العمر. ومع ذلك، هناك فئات أخرى معرضة للإصابة، مثل:
قلة أو انعدام الحركة
سوء التغذية
السمنة
السكري
الأمراض الالتهابية المزمنة
كما أن بعض الحالات المرضية تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بشيخوخة العضلات، مما يجعلها مؤشرًا تشخيصيًا مهمًا للبقاء على قيد الحياة، ومن هذه الحالات:
مرضى السرطان
مرضى القصور الكلوي
مرضى الكبد
الاضطرابات الأيضية
عوامل الحماية من شيخوخة العضلات
1. النشاط البدني
أظهرت الأبحاث أن التمارين الرياضية والنشاط البدني لهما تأثير وقائي حاسم ضد التدهور الوظيفي المرتبط بالتقدم في العمر. تُعد تمارين المقاومة والتحمل من أكثر الأنشطة فاعلية في تحسين الإدراك، والحالة النفسية والاجتماعية.
تلعب تمارين المقاومة دورًا أساسيًا في إدارة شيخوخة العضلات، حيث تساهم في تحسين الكتلة العضلية وقوتها، وتُعد نهجًا مهمًا للوقاية من تطور المرض. كما أنها تعزز التكيفات الفسيولوجية للجهاز العصبي العضلي، مما يزيد من قوة العضلات ويحسن صلابة الأوتار العضلية. بالإضافة إلى ذلك، تعد محفزًا قويًا لتخليق البروتين العضلي، مما يؤدي إلى زيادة كتلة العضلات.
2. التغذية السليمة
تُعتبر كمية وجودة البروتين من العوامل الأساسية لمكافحة شيخوخة العضلات. إذا حدثت السمنة وفقدان العضلات معًا، فقد ثبت أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين، إلى جانب التمارين البدنية، خاصة تمارين المقاومة، يعد استراتيجية فعالة للحد من فقدان الأنسجة العضلية وتحسين جودة الحياة.
الإرشادات الغذائية لتغذية كبار السن:
تناول الطاقة اليومي: 30 كيلو كالوري لكل كجم من وزن الجسم.
تناول البروتين: 1.0 جرام لكل كجم على الأقل من وزن الجسم.
الترطيب: ما لا يقل عن 1.6 إلى 2.0 لتر من الماء يوميًا.
تؤكد التوصيات على ضرورة أن تكون التدخلات الغذائية فردية، مع استخدام نهج متعدد الأبعاد ودورات فحص وتقييم مستمرة لمراقبة الأهداف الغذائية والصحية بمرور الوقت.
المراجع
Cho, M. R., Lee, S., & Song, S. K. (2022). A Review of Sarcopenia Pathophysiology, Diagnosis, Treatment and Future Direction. Journal of Korean Medical Science, 37(18). https://doi.org/10.3346/jkms.2022.37.e146
Robinson, S., Granic, A., Cruz-Jentoft, A. J., & Sayer, A. A. (2023). The role of nutrition in the prevention of sarcopenia. American Journal of Clinical Nutrition, 118(5), 852–864. Elsevier B.V. https://doi.org/10.1016/j.ajcnut.2023.08.015
Sayer, A. A., & Cruz-Jentoft, A. (2022). Sarcopenia definition, diagnosis and treatment: Consensus is growing. Age and Ageing, 51(10). Oxford University Press. https://doi.org/10.1093/ageing/afac220
Yuan, S., & Larsson, S. C. (2023). Epidemiology of sarcopenia: Prevalence, risk factors, and consequences. Metabolism: Clinical and Experimental, 144. W.B. Saunders. https://doi.org/10.1016/j.metabol.2023.155533
إعداد: أخصائية التغذية تيماء يوسف خطاطبه
Comments