top of page

تأثير أوميغا 3 على مرض الزهايمر


يُعد مرض الزهايمر من أكثر أمراض الدماغ شيوعًا، إذ يتسبب في فقدان الذاكرة تدريجيًا، ويؤثر على التفكير والسلوك. ومع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة به، لكن لا يوجد حتى الآن علاج نهائي له. لهذا السبب، يركّز الباحثون على سبل الوقاية، أو على الأقل إبطاء تطور المرض.

من بين العوامل التي أظهرت نتائج واعدة في هذا المجال: أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي نوع من الدهون الصحية التي نحصل عليها من الأسماك مثل السلمون والسردين، أو من بعض المكملات الغذائية [1][2].






ما الذي يميز أوميغا 3؟

تحتوي أوميغا 3 على مكونات رئيسية مثل DHA وEPA، وهما ضروريان لصحة الدماغ. تساهم هذه الأحماض الدهنية في:

  • تقوية أغشية خلايا الدماغ

  • تحسين التواصل بين الخلايا العصبية

  • تقليل الالتهابات، التي يُعتقد أنها من مسببات تطور الزهايمر [3]


تشير بعض الدراسات إلى أن DHA قد يساعد في تأخير التدهور العقلي، خاصةً إذا تم تناوله قبل ظهور أعراض الزهايمر بوضوح. فعلى سبيل المثال، دراسة نُشرت في مجلة JAMA وجدت أن أوميغا 3 لم تكن فعالة لدى المرضى في المراحل المتقدمة من الزهايمر، لكنها أظهرت تحسنًا بسيطًا لدى المرضى في المراحل المبكرة [4].

أما دراسة أخرى نُشرت في مجلة Neurology، فقد وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كافية من أوميغا 3 لديهم حجم أكبر في منطقة "الحُصين" في الدماغ (وهي المسؤولة عن الذاكرة)، مما قد يشير إلى أن هذه الدهون الصحية تساهم في حماية الدماغ من الانكماش المرتبط بالتقدم في السن [5].


آليات أخرى محتملة

تشير أبحاث إضافية إلى أن أوميغا 3 قد:

  • تقلل من تراكم بروتين بيتا-أميلويد، أحد العوامل الرئيسية المسببة لتلف الخلايا العصبية في الزهايمر [6]

  • تساهم في تعزيز التوازن العصبي ودعم المناعة الدماغية [7]

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، فإن الأطباء يؤكدون أن فعالية أوميغا 3 تعتمد بشكل كبير على توقيت استخدامها. فكلما تم إدخالها مبكرًا ضمن نمط حياة صحي، كانت النتائج أفضل. كما أن الجرعة المناسبة مهمة، ويجب عدم الاعتماد على أوميغا 3 كعلاج وحيد [8].


الخاتمة

يمكن القول إن أوميغا 3 تُعد عنصرًا واعدًا في الوقاية من مرض الزهايمر، خاصةً إذا تم تناولها بانتظام ضمن نظام غذائي متوازن. وعلى الرغم من تباين نتائج الدراسات، فإن الاستهلاك المنتظم للأسماك أو المكملات الغنية بأوميغا 3 قد يُعتبر خطوة ذكية لدعم صحة الدماغ مع التقدم في السن.

من المهم أيضًا مواصلة دعم الأبحاث في هذا المجال للوصول إلى فهم أدق لتأثير التغذية على أمراض الدماغ مثل الزهايمر.



المراجع:

  1. Alzheimer’s Association. (2024). 2024 Alzheimer’s Disease Facts and Figures.

  2. Calder, P. C. (2015). Marine omega-3 fatty acids and inflammatory processes. Biochim Biophys Acta, 1851(4), 469–484.

  3. Bazan, N. G. (2013). Omega-3 fatty acids and neuroprotection. Curr Opin Clin Nutr Metab Care, 16(2), 121–126.

  4. Quinn, J. F., et al. (2015). Docosahexaenoic acid supplementation and cognitive decline. JAMA, 304(17), 1903–1911.

  5. Tan, Z. S., et al. (2012). Red blood cell omega-3 fatty acid levels and brain aging. Neurology, 78(9), 658–664.

  6. Freund-Levi, Y., et al. (2006). Omega-3 treatment in Alzheimer disease. Arch Neurol, 63(10), 1402–1408.

  7. Dyall, S. C. (2015). Long-chain omega-3 fatty acids and the brain: A review. Biochimie, 111, 61–70.

  8. Burdge, G. C., & Calder, P. C. (2015). Introduction to fatty acids and lipids. In Dietary Lipids in Health and Disease.



من إعداد: أخصائية التغذية عُدّة بوهدة صافية

 
 
 

Comentarios


bottom of page