top of page

الصيام المتقطع: رؤية علمية لفوائده ومخاطره


ree

 المقدمة

في السنوات الأخيرة، أصبح الصيام المتقطع (Intermittent Fasting) من أبرز الاتجاهات الغذائية شيوعًا، لا سيما بين الأشخاص الساعين إلى فقدان الوزن وتحسين صحتهم العامة. وعلى الرغم من أن الصيام يُمارَس منذ آلاف السنين لأسباب دينية وثقافية، إلا أن تبنيه كنظام غذائي حديث أثار الكثير من الجدل والبحث العلمي. في هذا المقال، نستعرض الأساس العلمي للصيام المتقطع، فوائده المحتملة، مخاطره، وأنواعه المختلفة.







 ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع هو نمط غذائي يقوم على التناوب بين فترات الأكل وفترات الصيام، دون التركيز على نوع الطعام بقدر ما يُركّز على توقيت تناوله.

أشهر أنواعه:

  • نظام 16/8: الصيام لمدة 16 ساعة يوميًا وتناول الطعام خلال 8 ساعات فقط.

  • نظام 5:2: تناول الطعام بشكل طبيعي 5 أيام في الأسبوع، وتقليل السعرات الحرارية إلى 500–600 سعرة في يومين غير متتاليين.

  • الصيام يومًا بعد يوم (Alternate Day Fasting): صيام يوم كامل يليه يوم تناول طبيعي للطعام.


الفوائد الصحية المدعومة علميًا

  1. خفض الوزن وتحسين حساسية الإنسولين تشير الدراسات إلى أن الصيام المتقطع قد يُساهم في تقليل الوزن وتحسين مقاومة الإنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

  2. تحفيز عملية الإصلاح الخلوي (الأوتوفاجي)خلال الصيام، يُفعّل الجسم آليات "الالتهام الذاتي" (Autophagy)، والتي تساعد في التخلص من الخلايا التالفة والسموم. دراسة نُشرت في Cell Metabolism (2016) أظهرت أن الصيام ينشّط مسارات الأوتوفاجي، مما يساهم في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

  3. تحسين المؤشرات الحيوية لصحة القلب الصيام المتقطع قد يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.

  4. تعزيز وظائف الدماغ تشير بعض الأبحاث إلى أن الصيام المتقطع يعزز نمو الخلايا العصبية، ويحسّن الذاكرة والتركيز.


 المخاطر والتحذيرات

رغم الفوائد، إلا أن الصيام المتقطع لا يناسب الجميع، ويجب الحذر عند اتباعه:

  1. انخفاض الطاقة والدوخة قد يُعاني البعض، خاصة في البداية، من التعب، الصداع، وتشتت التركيز، خصوصًا عند اتباع الصيام الطويل.

  2. مشكلات في الأكل العاطفي أو نوبات الشره يمكن أن يؤدي تقييد أوقات الأكل إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترة الإفطار، مما يعكس نتائج النظام سلبًا.

  3. غير مناسب لبعض الفئات:

  4. الحوامل والمرضعات

  5. مرضى اضطرابات الأكل

  6. المصابون بنقص الوزن

  7. المصابون بأمراض مزمنة دون إشراف طبي

التوصية: يُنصح دائمًا باستشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل البدء بأي نظام غذائي.


 الصيام المتقطع مقارنة بالأنظمة التقليدية

المقارنة

الصيام المتقطع

الرجيم التقليدي

التركيز

على توقيت تناول الوجبات

على نوع وكمية الطعام

المرونة

أعلى نسبيًا

أقل بسبب التقييد اليومي

سرعة النتائج

تظهر غالبًا في البداية

تعتمد على نوع الرجيم


الخاتمة

الصيام المتقطع ليس مجرد "موضة غذائية"، بل هو أسلوب حياة مدعوم بعدد متزايد من الأدلة العلمية التي تشير إلى فوائده الصحية، سواء في ضبط الوزن، أو تعزيز المؤشرات الحيوية، أو دعم وظائف الدماغ. لكن لتحقيق هذه الفوائد، يجب اتباع النظام بشكل صحيح وتحت إشراف مختصين لتفادي أي آثار جانبية.


 المراجع العلمية:

  1. Varady, K. A. (2011). Intermittent versus daily calorie restriction: which diet regimen is more effective for weight loss? Obesity Reviews, 12(7), e593-e601.

  2. Longo, V. D., & Panda, S. (2016). Fasting, circadian rhythms, and time-restricted feeding in healthy lifespan. Cell Metabolism, 23(6), 1048–1059.

  3. Mattson, M. P., et al. (2014). Intermittent metabolic switching, neuroplasticity and brain health. Nature Reviews Neuroscience, 15(7), 439–445.

  4. Harvie, M. N., & Howell, A. (2017). Energy restriction and the prevention of breast cancer. Proceedings of the Nutrition Society, 76(3), 361–368.




إعداد: أخصائية التغذية خلود محمود الشريف

 
 
 

Comentários


bottom of page